الاطاحة بـ”صاحب البارتنار البيضاء” مروّع تجار الساحل!
ضربت الوحدات الأمنية لإدارة إقليم الأمن الوطني بالمنستير وتحديدا على مستوى منطقة الأمن الوطني بجمال في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد بقوة بعد نجاحها في الاطاحة بمشتبه به في عشرات قضايا التحيل والتدليس، وذلك في أعقاب كمين محكم نصبته له في قلب العاصمة بالتنسيق مع وحدات أمنية بتونس الكبرى، قبل اقتياده الى المقر الأمني حيث اذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير بالاحتفاظ به على ذمة الأبحاث..
وقائع القضية تفيد بأن عدة بلاغات وشكايات وردت على وحدات أمنية مختلفة بولاية المنستير وخاصة بجهات جمال وبنبلة وزرمدين وطوزة وبني حسان، يفيد فيها أصحابها وجلهم من التجار الكبار في السن بتعرضهم لعمليات تحيل من قبل شخص غريب عن الجهة يستقل سيارة بيضاء النوع من نوع”بارتنار” ويقدم نفسه على انه “سمكري”.
بلاغات عديدة
واضاف المتضررون ان المتحيل كان يسلمهم ورقة نقدية من فئة الخمسين دينارا ويطلب منهم صرفها، فيلبون طلبه بكل رحابة صدر ويسلمونه عوضا عنها اوراقا نقدية من فئتي العشرين دينار أو العشرة دنانير، كما كان يتقدم من متضررين آخرين ويقتني بعض السلع ويسدد معلومها بتسليم التاجر ورقة نقدية من فئة الخمسين دينارا أيضا ليسترجع باقي المبلغ.
نظرا لتعدد عمليات التحيل وخطورة الموضوع لارتباطه خاصة بالاقتصاد الوطني والعملة الرائجة بالبلاد التونسية تعهد اعوان فرقة الشرطة العدلية بمنطقة الأمن الوطني بجمال بالبحث وتعقب المشتبه به لكشف حقيقة نشاطه الخطير.. فبدأوا بسماع المتضررين لجمع أكثر ما يمكن من المعلومات حول المتحيل من بينها أوصافه ووسيلة النقل التي يستغلها في تنقله..
مع تقدم الأبحاث أدرك الاعوان أنهم أمام قضية من الوزن الثقيل وقد تكون مترامية الاطراف ويقف خلفها على الأرجح عدد من الأشخاص لا شخص واحد، ولكنهم ظلوا يطاردون كل الخيوط التي قد توصلهم الى صاحب سيارة”البارتنار” البيضاء اللون الذي كان التقى بالمتضررين وتحيل عليهم وسلبهم أموالهم مقابل ورقة او ورقتين أو ثلاث ورقات مزيفة من فئة الخمسين دينارا.
لوحة منجمية”مضروبة”
بعد الابحاث والتحريات الماراطونية توصل المحققون الى معرفة الرقم المنجمي لسيارة”البارتنار”، ولكن بالتنسيق مع مصالح النقل البري تفاجأوا بأن ذلك الرقم لسيارة اخرى وليس لسيارة”البارتنار”، ليعودوا الى نقطة البداية ويباشروا التحريات من جديد حتى توصلوا بفضل حرفيتهم وحنكتهم الى تحديد هوية شخص مشتبه به، وكانت المفاجأة أنه يقطن بتونس الكبرى.
كثف المحققون أبحاثهم في كنف السرية، ما وفر لهم معطى غاية في الأهمية، وهو ان الشخص الذي انحصرت حوله الشبهة يستغل سيارة”بارتنار” بيضاء اللون، لذلك مروا للجزء الثاني من العملية وذلك بنصب كمين محكم للمشتبه به في قلب العاصمة، حيث استدرجوه الى مقهى بعد ان قدم أحد الاعوان نفسه على أنه حريف ولديه أشغال في منزله.
كمين في مقهى
في حدود الساعة الحادية عشرة من ليلة الأحد حضر المشتبه به بالمقهى حيث كان الاعوان بالزي المدني في انتظاره فألقوا القبض عليه ثم حجزوا سيارته التي بعرضها على بعض المتضررين تعرفوا عليها منذ الوهلة الأولى، وبالتحري مع المشتبه به أنكر ما نسب اليه وادعى ان سيارته يستغلها أحيانا شخص آخر أدلى بهويته، ولكن بعرض صورته على عدد من المتضررين تعرفوا عليه.
الاعوان يواصلون التحريات بالتنسيق مع السلط القضائية لكشف الحقيقة كاملة، وقد علموا في هذا الاطار ان الرقم المنجمي الذي تجولت به سيارة”البارتنار” اثناء عمليات تحيل تابع لسيارة على ملك قريب للمشتبه به الذي يعتقد انه نفذ العشرات من عمليات التحيل في مناطق الساحل وذلك باستبدال ورقة نقدية مزيفة من فئة الخمسين دينارا أو أكثر بأوراق نقدية اصلية من فئتي العشرين دينارا والعشرة دنانير، في انتظار ما ستكشف عنه التحقيقات
المصدر: الصباح
إرسال تعليق