قال الدكتور حاتم الغزال بأن الوضع الوبائي في تونس غير مطمئن بالمرة معتبرا أن من يروّج أن الوضع الوبائي مستقر فإنه يروج للوهم مضيفا أن العودة المدرسية ستكون بمثابة الضغط على دواسة البنزين و هذا نص تدوينة الغزال:
ففي يوم 30 جانفي كان الفيروس قد دخل إلى أكثر من 20 دولة حول العالم و من بينها إيطاليا التي أبلغت عن اكتشاف حالتين عند سائحين صينيين. إنتشار الفيروس كان كالعادة بطريقة صامتة لأكثر من شهر في إيطاليا و في غيرها قبل أن يبدأ في حصاد عشرات ثم مئات الأرواح يوميا. هذه الفترة الصامتة هي التي حذرنا منها في جوان عندما فتحنا حدودنا و بقينا مستبشرين لعدم تسجيلنا لعدد كبير من الحالات التي تحمل اعراضا و لوفايات بالكورونا في شهري جويلية و أوت و إعتقدنا بكل غرور أننا مسيطرين على وضع نحن أصلا لا نعلم حقيقته. مرت اليوم سنة كاملة على بداية انتشار الفيروس في العالم و بالمناسبة يسجل العالم اليوم أكبر عدد وفايات في تاريخه بأكثر من 9 آلاف وفاة في يوم واحد و تعود أوروبا ثانية لتصبح المنطقة الموبوءة الأكبر في العالم بأربعة آلاف وفاة يوم أمس مع الإعلان عن تشديد إجراءات العزل الصحي الشامل في عدة دول. اعتقد أننا في تونس مازلنا في منحنى تصاعدي لإنتشار العدوى. هذا التصاعد وقع التخفيض فيه في الأيام الأخيرة نحو الإستقرار الهش بفضل الإجراءات التي وقع اتخاذها و خاصة منها منع الجولان ليلا و تعليق الدراسة و لكننا لن نستطيع بهذه الإجراءات أن نكسر المنحنى نحو الإنخفاض و سيبقى الحال على ما هو عليه لمدة أشهر طويلة.
• الحجر المشدد مع الغلق الكامل للمقاهي و المطاعم و الأسواق هو وحده ما يمكّن من قلب المعطيات للأسف الشديد. • عودة الدراسة بعد العطلة المطوّلة بدون قلب المنحنى نحو النزول سيكون بمثابة الضغط على دواسة البنزين ليعود مؤشر العدوى للإرتفاع السريع. • الذين ينشرون خطاب طمأنة كاذب اليوم هم أنفسهم من نشر خطاب الطمأنة الكاذب في جويلية و أوت لأن بيع الوهم تجارة مربحة جدا في زمن يرفض فيه الناس مجابهة الحقيقة.
إرسال تعليق