إعلاميّون عرب يتنافسون في استغلال الاحتجاجات الأخيرة لتشويه تونس
في الأيام الأخيرة عاشت تونس على وقع ارتفاع مفاجئ لوتيرة الاحتجاجات الاجتماعيّة على خلفية ارتفاع الأسعار قبل أن تنحرف إلى مواجهات وعمليات تخريب ونهب لممتلكات عامّة وخاصّة خرجت على إثرها عدة فعاليات سياسية ونقابية للتحذير من الانزلاق نحو الفوضى وإتّهم على إثرها رئيس الحكومة يوسف الشاهد لوبيات الفساد والجبهة الشعبية المعارضة بالتحريض بعد دعوتها إلى التصعيد حتّى إسقاط الحكومة.
التجربة التونسيّة باتت مستهدفة هذه المرّة باختراق الاحتجاجات الاجتماعيّة السلميّة التي أصبحت حقّا دستوريا في البلاد
محاولات تشويه التجربة التونسيّة من خلال الأحداث الأخيرة بالبلاد برزت من خلال بعض التغطيات والمواقف التي صدرت عن إعلاميين وعن وسائل إعلام عربية عرفت بعداءها للثورات العربيّة فصحيفة الشرق الأوسط مثلا شاركت مقطع فيديو من مواجهات شهدتها منطقة الكامور بمجحافظة تطاوين جنوبي البلاد في ربيع سنة 2017 على أنها صور من مواجهات تحدث هذه الأيام بتونس.
الإعلامي المصري عمرو أديب لم يفوّت الفرصة هو الآخر للإنقضاض على تونس وتجربتها الناشئة محاولا ترذيل الثورة وتشويه الإنتقال السياسي الحاصل في البلاد عبر الإستشهاد بالإحتجاجات الإجتماعية الأخيرة على أنها دليل على “عدم فاعلية الديمقراطية والثورة” وهي الإحتجاجات نفسها التي لم تعد حقّا بالنسبة للمصريين بعد أن صادر الانقلاب العسكري على ثورة 25 يناير في مصر كل الحقوق التي جاءت بها الثورة.
الإعلامية اللبنانية بقناة “العربية” التي تبثّ من الإمارات، نجوى قاسم، لم تفوّت بدورها الفرصة لتعبّر عن “سخريتها” من الثورة التونسية في ذكراها السابعة والاحتجاجات الجارية في تونس. وكتبت قاسم على حسابها بموقع “تويتر” معلقة على الاحتجاجات في تونس: “الاحتجاجات تتسع في تونس نفس الخبر في نفس الموعد الذي وعدنا بالياسمين قبل سبع سنوات.. سبع عجاف عجاف عجاف حتى لم نعد نريد وعداً ونخشى كل موعد”.
تغريدة القاسم ردّ عليها مغرّدون تونسيّون بانتقادات شديدة لها ولوسيلة الإعلام التي تشتغل بها وبعدما توالت التغيردات المنتقدة ردت الإعلامية اللبنانية قائلة: “للأصدقاء من تونس والذين نجل ونحب: الكلام ليس موجها ضد تونس ولا غيرها، هي خاطرة ارتبطت بتطورات تونس متزامنة مع ذكرى مرحلة افتتحتها “الخضراء” واجتاحت ولا تزال العالم العربي ونتيجتها لم تأت ياسمينا أبدا لا داعي للهجوم أو لكلام خارج عن اللياقة أو الأدب”.
إرسال تعليق