امتثل موظف تونسي عائد من المغرب لإجراءات الحجر الصحي الذاتي وامتنع عن لقاء أبنائه وزوجته وكافة أفراد عائتله مقدما بذلك نموذجا إنسانيا محترما لحقوق الانسان وواجباته تجاه الوطن.
وقبل أن يعود إلى الأراضي التونسية وإلى منزله الكائن في إحدى ضواحي أريانة، طلب هذا التونسي من زوجته وأبنائه التوجه الى منزل آخر له في صفاقس حتى يتمكن من القيام باجراءات الحجر الصحي الذاتي لتجنب انتقال العدوى لأي شخص.
وفور وصوله إلى تونس، لم يغادر هذا النموذج الواعي بيته في أريانة ولم يلتق أحدا علما وأن زوجته وفرت له كل مستلزمات الحياة، قبل مغادرتها نحو ولاية صفاقس.
ورغم درايته بعدم إصابته بفيروس كورونا إلا أن هذا المواطن رفض لقاء والده الذي أصر على رؤيته، وتمسك بضرورة تأدية واجبه الوطني والانساني، وسيستكمل كافة إجراءات الحجر الصحي الذاتي لمدة 14 يوما.
ولعل هذا التصرف يمثل أبرز تجليات الوعي والشعور بالمسؤولية الانسانية والوطنية تجاه أفراد المجتمع ومؤسسات الدولة بعيدا عن منطق الاستهتار والعبث وعدم الالتزام بالضوابط الصحية المضادة لانتشار الوباء.
فترة تمر بها تونس لا تستوجب منا أن نكون “يدا واحدة” لأن إجراءات الوقاية ترفض الالتصاق والمصافحة، وإنما تتطلب منا قلبا وفكرا واعيا قادرا على تجاوز هذه الأزمة الدولية بأخف الأضرار.
إرسال تعليق