وصف القيادي المستقيل من حركة النهضة الإسلامية عبد اللطيف المكي، الحريق الذي اندلع بالمقرّ المركزي لحركة النهضة جراء إضرام أحد قياداتها النار في جسده بـ '' المصيبة الكُبرى'' وأردف قائلا '' هي مُضيبة كبيرة جدا وأنا أسميتُها زلزال يجب تأمله بعمق وجرأة وحكمة في نفس الوقت وربي يرحم سامي''.
وخلال استضافته في إذاعة ''إي أف أم'' مع مراد الزغيدي اليوم السبت 11 ديسمبر 2021، أفاد المكي أنّ الفقيد سامي السيفي هو '' أحد أبناء النهضة ولو كان هشا في شخصيته لكان ربما حاول الانتحار في فترة 15 سنة سجنا ولكنه قضاها صامدا''.
وأضاف المكي أنّه يجب تأمل هذه الحادثة من كلّ الأبعاد بعيدا عن أيّ توظيفات، وتابع قائلا '' صحيح هي مأساة يجب تأملها بعيدا عن التأويلات، وأنا شخصيا حقيقة لم استوعبها ولكن لا بدّ تأمّلها بصورة عميقة جدا''.
وحول الضحية سامي السيفي، كشف المكي أنّه لا يعرفه جيّدا ولكن في المقابل كان قد قابله في بعض المرات عرضا مشيرا أنّه يعرف أصدقائه المقربون على غرار القيادي بالحركة زبير الشهودي لأنّهم كانوا ينتمون لجيل واحد وكانوا قد اعتقلوا وسجنوا وصرّح قائلا '' المرحوم سامي قضى 14 سنة وكان رفقة أبناء جيله من أبرز قيادات الصمود في السجن''.
وذكر عبد اللطيف المكي حادثة وصفها بـ '' البسيطة '' وكشف قائلا ''وقعت حادثة بسيطة في إحدى المناسبات الاجتماعية قبل أربعة أو خمسة أشهر من وفاته عندها علمت أنّه يعاني من عدّة إشكاليات مع مقرّ النهضة في مونبليزير لأنّه كان يشتغل هناك وتمّ إنهاء عمله مثل العديد من زملائه ''.
كما عاد عبد اللطيف المكي على تصريح رئيس الحركة راشد الغنوشي مباشرة بعد الفاجعة، واعتبر أنّ تصريح الغنوشي هو '' تصريح غير موفّق وكان يمكن الاكتفاء بكلمات الصبر والتهدئة لأنّ لكلّ مقام مقال وهذا ليس بالأوّل ''.
وكان الغنوشي قد صرّح أنّ الحريق الذي نشب بمقرّ الحركة هو " ثمرة من ثمار الحملات الإعلامية الظالمة على النهضة وشبابها ، مناضلي الثورة الذي جاءوا بالحريات'' وكان قد صرّح أيضا "رحم الله سامي لقد أمضى أكثر من 10 سنوات في السجن مناضلا ضد الاستبداد لكنه إلى اليوم لم ينل أيّ تعويض ولم ينل الحد الأدنى من الكرامة رغم أن مؤسسة الحقيقة والكرامة والعدالة الانتقالية أصدرت مقررات لصالحه لكنها ظلت حبرا على ورق ولم تفعّل".
ولم يُخفي المكي الظروف القاسية التي يعاني منها قيادات النهضة وصرّح قائلا '' ما أعلمه أنّ أبناء النهضة في أقصى فترات الإحتياج وهي فترة السجن وتمّ اعتماد سياسات تضيّيقية عليهم قائمة على التجويع ورغم ذلك كانوا يتقاسمون رغيف الخبز '' واستنتج أنّه لا يعتقد أنّ الحاجة الإجتماعية تدفع بالفقيد سامي السيفي لحرق نفسه.
وأقرّ المكي أنّ حركة النهضة لم تقم بتكريم مناضليها السجناء وأتبع '' هناك من تهجّم عليهم واتهمهم ببيع كيلوات النضال وكذلك حركة النهضة لم تولي الإهتمام الكافي لهذه الثروة من المناضلين لأنّهم مخزن للقيم وتربية الأجيال على النضال ، لم يقع الإعتراف لهؤلاء حتى بالكلمة الطيبة''.
وتوجّه المكي لزوجة سامي السيفي قائلا '' أقول لها إنّ سامي كما هو زوجك ، هو أخ آلاف النهضاويين إلى حد وستظهر الحقيقة بإذن الله''.
ي.ر
إرسال تعليق