على وقع ما كشفه محمد الناصر حول كواليس “الخميس الأسود” والذي سعى خلاله نواب تحيا تونس والنهضة اعلان الشغور. قدمت المحامية والناشطة السياسية دليلة مصدق بعض المعطيات التي اسر بها عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع انذاك.
وأكّدت المحامية دليلة مصدق في برنامج ميدي شو اليوم الجمعة 26 مارس 2021 أنها تحصّلت على موافقة وزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي لكشف معلومات مهمّة متعلّقة بيوم 27 جوان 2019 أو ما أطلق عليه بـ”محاولة الإنقلاب على رئيس الجمهورية”.
وقالت إنّ الزبيدي تصدّى لمحاولات نقل الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي إلى فرنسا لمواصلة العلاج خلال تدهور حالته الصحيّة في جوان 2019، كما منع الزيارات عنه في المستشفى العسكري ما عدا زوجته وابنيه.
وأشارت مصدّق نقلا عن الزبيدي إلى أنّ رئيس الحكومة السابق يوسف الشاهد التقى به عنوة “وعمل عركة بش دخلوه للسبيطار” وفق روايتها.
كما لفتت إلى وجود محاولات لإرسال طبيب لمعاينة الحالة الصحيّة لرئيس الجمهورية الراحل خلال تواجده في المستشفى العسكري وإعلان حالة الشغور في منصبه.
وقالت مصدق إنّ الزبيدي أبلغها بورود اتصالات من أعلى هرم في السلطة الفرنسية واقتراح نقل الباجي قايد السبسي لتلقي العلاج في فرنسا لكن هذا الطلب قُوبل بالرفض لأنّه كان يحظى بمتابعة طبية فائقة في المستشفى العسكري.
وشدّدت على أنّ محاولة نقل رئيس الجمهورية الراحل الباجي قايد السبسي إلى فرنسا للتداوي كانت محاولة لإبعاده عن وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي وعن تونس لإعلان الشغور في منصب رئيس الجمهورية، وفق قولها.
وأوضحت مصدّق أنّ عبد الكريم الزبيدي وبعد الاتصال الهاتفي الذي دار بينه وبين النائب الأول لرئيس مجلس النواب عبد الفتاح مورو حول “رأيه في إعلان الشغور بمنصب رئيس الجمهورية الذي كان يتعالج في المستشفى العسكري”، اتصل برئيس الحكومة آنذاك يوسف الشاهد وطلب تحديد موعد للقائه وهو ما تمّ بالفعل من الغد، ليعلمه بوجود تحرّكات من نواب الإئتلاف الحكومي لعقد جلسة عامة استثنائية خارقة للعادة لإقرار الشغور في منصب رئيس الجمهورية استنادا إلى الفصل 84 وأبلغه أنّ ما يحدث “غير مقبول”.
وتابعت “الشاهد قال للزبيدي حين التقاه عندك حق وموش معقول اللي قاعد يصير”.
وكشفت دليلة مصدق أنّ يوسف الشاهد بعث بإرسالية لرئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لإخباره أنّ “الزبيدي أصبح شخصا مقلقا ويجب إبعاده”، مبيّنة أنّ وزير الدفاع السابق علم بهذه التفاصيل عن طريق قيادي في النهضة مقرّب من الغنوشي. واعتبرت أنّ هذا الإشكال كان نقطة الخلاف بين الزبيدي والشاهد.
وأشارت مصدّق إلى أنّ الزبيدي أخبرها أنّه تحصّل على المعلومات من المصالح المختصة للدفاع أي من المخابرات العسكرية وليس بناء على رواية نواب من مجلس الشعب.
إرسال تعليق