نشر الإعلامي معز بن غربية على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تدوينة عبّر من خلالها عن إستيائه مما اعتبرها "محاكمات فايسبوكية شعبية تسحل وتشيطن إبن عمّه النائب بالبرلمان المجمّد مهدي بن غربية وتتهمّه بكلّ الفظاعات والجرائم" حسب قوله.
وفي ذات الرسالة توجّه بن غربية إلى إبن عمّه الذي صدرت ضده بطاقة إيداع بالسجن في قضايا فساد وتبييض أموال قائلا "ولد عمي، صبرا جميلا فالحبس كذاب والحيّ يروح."
وجاء في نص التدوينة:
"هذه الصورة تعود إلى 06 نوفمبر 1999.
الشاب الذي يقف على يمين الصورة هو ابن عمي مهدي بن غربية وإلى يساره بابا الله يرحمه.
لم تكن المناسبة لا حفل تخرج مهدي ولا احتفالًا بعيد ميلاده ولا هي ذكرى السابع من نوفمبر "المجيد" ولا لمة عائلية في مولد أو في عيد صغير.
المناسبة كانت خروج مهدي من السجن.
نعم، هذا الشاب ذو الملامح اليافعة وبعد أن نال شهادة السيزيام وترتيبه الأول على المستوى الوطني في الجزائر، والذي احرز على شهادة البكالوريا في تونس بملاحظة حسن جدا كان قد قضى للتوّ 5 سنوات و6 أشهر من عمره الغضّ في السجون.
التهم التي نُسبت لمهدي وقتها؟
تكوين عصابة مخربين والإعتداء على أمن الدولة الداخلي والانتماء إلى جمعية غير مرخص لها غايتها قلب نظام الحكم… قائمة طويلة من التهم لا أذكرها تفصيلا.
صدر الحكم في حقّ مهدي بالسجن 9 سنوات، غادره ذات عفو بعد ضغط دولي لأنّ كل هذه " الجرائم" نُسبت إليه في سنوات كان مهدي قاصرًا دون سن 18. عاشت العائلة طيلة سنوات سجن مهدي كل أنواع الإذلال والهرسلة ومنعت من زيارته مرّات عديدة حيث أن النظام وقتها كان ينقل مهدي من سجن إلى آخر دون أن تعلم العائلة، وعليها أن تزور كل سجون الجمهورية سجنًا سجنًا علّها تقع على أثرِه في أحدها..
طبعا كل التهم كانت باطلة و مفبركة، فلا كان مهدي أمير جماعة راس الجبل ولا هو كوّن عصابة مخربين ولا اعتدى على أمن الدولة الداخلي ولا حاول التلميذ المجتهد القاصر أن يقلب نظام الحكم !!!
L'histoire n'est qu'un éternel recommencement..
اليوم تنتصب محاكمات جديدة بعد تلك المحاكمات، محاكمات فايسبوكية شعبية تسحله وتشيطنه وتتهمّه بكلّ الفظاعات والجرائم.
لا أريد الخوض في تفاصيل التهم التي يواجهها مهدي اليوم فهي بيد القضاء، ووحده القضاء العادل هو المؤهّل للحكم عليه بالادانة أو بالبراءة.
لمهدي عائلة وإبن لم يبلغ بعد الـ5 سنوات، فقد والدته منذ سنة، ولا يفهم اليوم غياب أبيه المفاجئ، ربّما يُخيّل له اليوم أنه تركهُ مثلما فعلت، رحمة الله عليها.
فهلّا تركتموهم وشأنهم وتركتم الكلمة الفصل للقضاء!
أقرأ التعليقات على خبر إيقاف مهدي ونقله إلى المستشفى وأتعجّب : من أين يأتي هذا الجيل بكل هذا الحقد وكلّ هاته البغضاء والمتعة في إيذاء الاخرين؟
هو في السجن الآن فما الذي ترتضيه الجموع بعدُ؟ هو يواجه قضاء أحسب أنّي أملك كل الثقة به.
لأول مرة أشكر الله أن عمي قد فارق الحياة، فصراعه مع السرطان كان أهون وأشرف من الموت حسرة و أسفًا على ما يواجهه ابنه من جموع يبدو أنّها تشتاق إلى سفك الدماء والاعدامات في الساحات العامة.
ولد عمي، صبرا جميلا فالحبس كذاب والحيّ يروح".
إرسال تعليق