اعتبر النائب نورالدين البحيري أن ملفّ توريد النًفايات قد فضح مستوى الخراب الذي مسّ مفاصل الدّولة وخطورة الفساد الذي استفحل في قطاع البيئة والنّفايات الذي له علاقة مباشرة بصحّة المواطنين حاضرا ومستقبلا.
وأضاف البحيري في تدوينة على صفحته أن الملف أكّد صدقيّة ما كان نبّه له شخصيّا عند تشكيل حكومة الفخفاخ وضمّ وزارة البيئة لوزارة الحكم المحلّي "وهو ما لامني عليه كثيرون واعتبره آخرون تصعيدا لا مبرّر له لحسابات شخصيّة"، معتبرا أن الأرباح الخياليّة التي يوفّرها قطاع النّفايات "أغرت الكثيرين وخاصّة بعض كبار المسؤولين في الدّولة ببعث شركات وإحداث شبكات معقّدة في المجال".
وقال البحيري أن" قضية تضارب المصالح التي يشتبه في تورّط السيد رئيس الحكومة السّابق وعدد من أعضائها مشاركة وتستّرا فيها كشفت تمكّن سرطان الفساد من بلوغ أعلى هرم الحكم والسّلطة ومستوى المخاطر التي أصبحت تهدد بسبب ذلك الدّولة ووجودها واستمرارها وأهمّية وتاريخيّة قرار عدد كبير من نواب الشّعب من كتل النّهضة وقلب تونس وائتلاف الكرامة والمستقلين في سحب الثّقة من الفخفاخ وإجباره على الاستقالة قبل فوات الأوان "، متابعا "ومع تأكيد قناعتي التّامة أنّ المتهم (كل متهم) بريء إلى أن تثبت إدانته من واجب الجميع التنبّه أنّ ما انكشف من ملفّات جرائم في المجال يكشف بما لا يدع مجالا للشكّ أنّ ما يحصل يتجاوز الجرم الفردي والفعل الشخصي إلى تكوين عصابات فساد منظّمة متشعّبة تتمتّع بحماية سياسيّة ولها امتدادات داخل البلاد وخارجها تتاجر بالموت وتحصد الأرباح الطّائلة على حساب الوطن والشّعب ..
والمطلوب التعمّق في البحث والتّدقيق وكشف الحقيقة كلّ الحقيقة حول هذه العصابات وتاريخ انطلاقها في نشاطها الإجرامي وكلّ المورّطين فيها والمتستّرين عليها مهما كان موقعهم وانتماءاتهم وحجم الأضرار التي ألحقوها بالبلاد والعباد ومحاسبتهم وعقابهم على ما ارتكبوا ..دون أن نتجاهل أنّ هذا الملف يضع اليوم الدّولة وقوى الثّورة والإصلاح المعادية للفساد أمام امتحان عسير لمصداقيّتها ومدى التزامها بفرض علويّة القانون وأمام فرصة حاسمة لكشف عصابات الإجرام والفساد والقتل والأطراف السياسيّة الحامية لها واستئصالها وحماية الوطن من شرورها "
وختم بالقول إن "كشف العصابات المورّطة في تجارة النّفايات والموت مدخل لكشف عصابات الفساد التي وصلت مواقع متقدّمة في الدّولة والحكم والانتصار في الحرب على الفساد والفاسدين".
إرسال تعليق